حسام السويفي يكتب: “حماة الوطن”.. من إنجاز الشيوخ إلى معركة النواب.. الحزب الذي تُمهد له الأرقام طريق الصدارة
في لحظة سياسية تتبدل فيها الموازين وتتجدد فيها خرائط النفوذ الحزبي، يبرز اسم حزب حُماة الوطن كأحد أهم اللاعبين على الساحة المصرية، ليس فقط كقوةٍ سياسيةٍ صاعدة، بل كمشروعٍ وطني منضبط التنظيم واضح الرؤية، أثبت بالأرقام أنه الحزب القادم بقوة في المشهد البرلماني الجديد.
ففي انتخابات مجلس الشيوخ 2025، التي شهدت تنافسا محتدما بين القوى الحزبية، حقق حزب حماة الوطن نتيجة مذهلة قوامها 72 مقعدا، حاصدا العلامة الكاملة في جميع مقاعده المقررة، في إنجازٍ لم يسبقه إليه أي حزب آخر في تلك الدورة.
هذه النتيجة لم تكن صدفة، ولا ثمرة حشدٍ لحظي، بل نتاج رؤية استراتيجية وتنظيم حزبي محكم، يقوده فريق متماسك يجمع بين الخبرة الميدانية والانضباط المؤسسي.
الأرقام تتحدث.. وحماة الوطن في المقدمة
وفقا للنتائج الرسمية، حصل حزب مستقبل وطن على الصدارة بـ 118 مقعدًا (60 فرديا، 44 قائمة، و14 بالتعيين)، يليه حزب حماة الوطن بـ 72 مقعدًا، بواقع 25 فرديّا، 19 من القائمة، و28 بالتعيين، ثم حزب الجبهة الوطنية بـ 45 مقعدا.
لكن المراقبين يؤكدون أن القيمة السياسية لما أنجزه حُماة الوطن تفوق الأرقام الظاهرة؛ فهو الحزب الوحيد الذي حقق الفوز الكامل في مقاعده المحددة دون خسارة، ما يعكس قوة التنظيم، وفاعلية التحرك الانتخابي، وحسن اختيار المرشحين في دوائر محسوبة بدقة.
حزب العمل الجماعي لا الفردي
منذ تأسيسه، اختار حزب حماة الوطن أن يسير عكس تيار الفردية الذي أنهك بعض الكيانات السياسية. فالحزب آمن بأن النجاح لا يصنعه زعيم واحد، بل فريق متكامل من القيادات والأمانات الفرعية، الذين ترجموا شعاره "من الشعب وللشعب" إلى عمل ميداني منظم.
في كل محافظة، كانت الأمانات الحزبية تعمل بتناغمٍ واضح، تشارك الناس همومهم اليومية وتستمع لمطالبهم وتتحرك بينهم بفاعلية. هذا الالتحام الحقيقي مع الشارع، وليس مجرد الحملات الدعائية، هو ما منح الحزب ثقته الشعبية المتزايدة، وكرّسه كقوة سياسية وطنية لا يمكن تجاوزها.
إنجاز الشيوخ ليس نهاية الطريق.. بل بدايته
بعد حصد العلامة الكاملة في انتخابات الشيوخ، لم يتوقف الحزب عند محطة الانتصار، بل بدأ التخطيط مباشرة للمرحلة التالية: انتخابات مجلس النواب 2025، التي يتعامل معها قادة الحزب على أنها “المعركة الأكبر” لترسيخ حضوره البرلماني والسياسي في آنٍ واحد.
ويستعد الحزب لخوض السباق على 74 مقعدًا فرديًا على مستوى الجمهورية، إلى جانب المشاركة في 50 دائرة على مستوى القوائم، بمرشحين يمثلون مزيجًا من الكفاءة السياسية، والخبرة المجتمعية، والقدرة على التواصل مع المواطنين.
تنظيمٌ حديدي ورؤية متجددة
ما يميز حزب حُماة الوطن ليس فقط عدد المقاعد، بل طبيعة الأداء التنظيمي الذي أدار به معاركه الانتخابية، فمنذ بداية الموسم الانتخابي، وضع الحزب خطة دقيقة لحملاته الميدانية، شملت توزيع المهام، وتحليل الخريطة التصويتية لكل دائرة، والتنسيق الكامل بين المركز والأمانات الفرعية، وهو ما جعله حاضرًا بقوة في الميدان، لا على الورق فقط.
كما نجح الحزب في تطوير خطابه السياسي والإعلامي، فانتقل من مجرد الدفاع عن الدولة إلى تقديم خطابٍ وطنيٍّ جامعٍ يوازن بين دعم القيادة السياسية وبين طرح حلول واقعية لقضايا المواطنين، وهو ما زاد من مصداقيته لدى القواعد الشعبية.
القادم أكبر.. و"حُماة الوطن" في طريقه إلى الصدارة
كل المؤشرات تشير إلى أن انتخابات النواب المقبلة ستكون مسرحًا لتأكيد صعود حزب حُماة الوطن، ليس فقط بالأرقام، بل بالثقة السياسية التي بات يتمتع بها.
فالحزب الذي بدأ كتيار وطني يحمل رؤية إصلاحية، أصبح اليوم رقمًا صعبًا في المعادلة البرلمانية، وركنًا أساسيًا في هندسة الحياة السياسية المصرية الجديدة.
ويرى محللون أن الإنجازات التي حققها الحزب في مجلس الشيوخ تمثل قاعدة انطلاق قوية ستترجم إلى مزيدٍ من المقاعد في مجلس النواب، خاصة مع الأداء المنظم الذي ظهر به مرشحو الحزب في المحافظات، وقدرتهم على المنافسة النزيهة دون صدام أو صخب.
من حماية الوطن إلى حماية المستقبل
يبدو أن حزب حماة الوطن لا يكتفي بحصد المقاعد، بل يسعى إلى ما هو أعمق وهو تأسيس مدرسة جديدة في العمل السياسي الوطني، ترتكز على الانضباط، والاحترام المتبادل، والإيمان بأن حماية الوطن لا تكون بالشعارات، بل بالفعل والمشاركة والقدوة.
في زمن تكثر فيه الضوضاء وتقل فيه النتائج، جاء حزب حُماة الوطن ليقدم نموذجًا نادرًا في السياسة بالأرقام لا بالوعود، وفي الإنجاز بالصمت لا بالضجيج.
ومن انتخابات الشيوخ إلى معركة النواب، يمضي الحزب بخطى ثابتة وواثقة، نحو صدارةٍ تبدو مسألة وقتٍ لا أكثر، فالأرقام لا تكذب، والإرادة لا تُهزم، و“حُماة الوطن” بات بالفعل الحزب القادم بقوة في جمهورية الإرادة والعمل”.



